دورة الشباب الحر: مقدّمة في الفكر الليبرالي

إلهام الجيل القادم: استكشاف الفكر الليبرالي

اختتمت مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية (FNF) بنجاح النسخة الأخيرة من "دورة الشباب الحر: مقدّمة في الليبرالية"، والتي أقيمت في فندق الهيلتون – البحر الميت. جمعت هذه المبادرة 24 شابًا وشابة من الراغبين في التعرّف على مبادئ الفكر الليبرالي، وعززت النقاشات النقدية حول الأيديولوجيا، والحكم، والحريات الفردية في العالم العربي. وتُعد هذه الدورة الأولى من بين خمس دورات مقررة خلال العام، تهدف جميعها إلى توسيع نطاق الحوار الليبرالي في المنطقة وتعزيز انتشاره بين فئات جديدة من الشباب.

تجربة تعليمية تفاعلية

على مدار ثلاثة أيام مكثفة، خاض المشاركون رحلة معرفية تناولوا خلالها مفاهيم أساسية، مثل تطور الليبرالية عبر التاريخ، وسيادة القانون، والعلاقة بين القيم الليبرالية والدين. وقد أدار الجلسات المدربان المختصان خليل أبو نجمة وعبدالله عبده، اللذان قدّما للمشاركين نظرة شاملة حول الفكر الليبرالي. ومن أبرز محطات الدورة كانت جلسة "الإسلام والليبرالية" التي ألقاها ضيف الشرف الدكتور عامر الحافي، حيث أثارت نقاشًا عميقًا حول تقاطع الدين مع مفاهيم الحرية.

كما شملت الدورة عناصر تفاعلية مثل تمرين "سوق القيم" وأنشطة جماعية متنوعة، مما أتاح للمشاركين فرصة تطبيق المفاهيم النظرية بطريقة عملية، وتحفيزهم على التحليل والنقاش والاستيعاب من خلال طرق تعليمية مشوقة وتشاركية.

انعكاسات المشاركين

تركت الدورة أثرًا كبيرًا في نفوس المشاركين، الذين عبّروا عن تجاربهم بحماس وامتنان. وقد قال أحدهم:

"مع نهاية مشاركتي في دورة الشباب الحر، توسعت رؤيتي حول الليبرالية في المجتمع العربي وعلاقتها بالدين. لقد كان الاطلاع على الأيديولوجيات المختلفة والقيم المتعددة أمرًا لا يُقدَّر بثمن. نشكر مؤسسة فريدريش ناومان على هذه التجربة الغنية."

فيما وصف مشارك آخر الدورة بأنها محطة فارقة في حياته:

"أفخر بأن أقول إنني مسلم عربي ليبرالي. هذه الدورة لم تكن مجرد مراجعة لتاريخ الليبرالية أو علاقتها بالعالم العربي والدين، بل كانت تجربة لمساءلة معتقداتنا وفهم مواقفنا الحقيقية. أدركت أن الليبرالية ليست إطارًا جامدًا، بل فكرة تتطور بحسب السياق. تعلمت أن الحرية مسؤولية تتطلب تفكيرًا نقديًا، وتفكيكًا للأفكار، وإعادة بناء القناعات على أساس المعرفة، لا التلقين."

نحو توسيع دائرة الفكر الليبرالي

تُعد "دورة الشباب الحر" منصة أساسية تهدف إلى تزويد الشباب بالأدوات الفكرية اللازمة للتفاعل مع الفكر الليبرالي بطريقة واعية وبنّاءة. ومن خلال النقاشات العميقة، والمعرفة المتخصصة، والأنشطة التفاعلية، يخرج المشاركون برؤية أوسع حول مبادئ الليبرالية ومدى ارتباطها بالتحديات المجتمعية الراهنة.

وتأتي هذه الدورة كجزء من مبادرة أوسع تشمل خمس دورات تُعقد على مدار العام، حيث تهدف كل دورة إلى الوصول إلى فئة جديدة من الشباب. ومع كل مجموعة جديدة، تسعى المؤسسة إلى تعميق أثر رسالتها، وبناء مجتمع ليبرالي أكثر وعيًا في الأردن، ودعم نشوء جيل جديد من المدافعين عن الديمقراطية والحريات الفردية.

إن "دورة الشباب الحر" ليست مجرد تجربة تعليمية، بل هي حركة نحو الحوار المفتوح، والتفكير النقدي، وتمكين القيادات الشابة في العالم العربي.