سوق الفرص والشمولية
مؤسسة فريدريش ناومان تنظّم "سوق رمضان للاجئين" في عمّان

عمّان، الأردن – آذار 2025
في أجواء رمضانية تعبّر عن روح التضامن المجتمعي، نظّمت مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية (FNF) "سوق رمضان للاجئين – من ناومان" في قلب العاصمة عمّان، وذلك من 16 حتى 22 آذار 2025. جمع هذا الحدث، الممتد على مدار أسبوع، أكثر من 30 مشروعًا صغيرًا يديره لاجئون ومهاجرون، مما حوّل العاصمة إلى مركز نابض بالتنوع الثقافي، وريادة الأعمال، والشمولية الاجتماعية.
استُقبل الزوّار يوميًا في أجواء دافئة واحتفالية. وقد ساهمت القهوة العربية الأصيلة، وعروض العود الحيّة، والمقطوعات الموسيقية العربية في خلق تجربة غنية بالجذور والترابط الإنساني. واستمتع الزوّار من العائلات بألعاب ثقافية، وشخصيات كرتونية جوّالة، ونقش الحنّاء، وتلوين الوجوه، والفشار، وسهرات سينمائية للأطفال، مما أضفى أجواءً من الفرح لجميع الأجيال.
احتفال بالصمود والتنوع
لم يكن السوق مجرد حدث تجاري، بل كان احتفالًا بصمود وابتكار اللاجئين وروّاد الأعمال المحليين. فقد شارك في السوق سوريون، وعراقيون، وفلسطينيون، وسودانيون، وأردنيون، بعضهم قدم من محافظات بعيدة مثل إربد وجرش والبلقاء للمشاركة. وعكست الأكشاك تنوّع النسيج الثقافي للمنطقة، من خلال منتجات تراوحت بين المنسوجات اليدوية والمجوهرات والمنتجات الطبيعية للعناية بالبشرة والفسيفساء.
وقالت إحدى المشاركات من مبادرة "مجارة" – وهي مبادرة نسائية تمثّل 12 حرفية – "كانت هذه أول مشاركة لنا في بازار، وقد شكّلت لنا تجربة مميزة. لم نكن نبيع منتجات فقط، بل شعرنا بأننا مرئيات ومسموعات ومدعومات، واستطعنا الوصول إلى جمهور جديد تمامًا في عمّان".
ومن بين أصغر المشاركات سنًا، كانت فاطمة – فنانة فسيفساء صاعدة – التي شاركت مع شقيقها. وقالت: "هذا الحدث لم يكن مجرّد سوق للبيع، بل تعرّفنا على أصدقاء جدد، واستكشفنا حرفًا متنوعة، واستمتعنا بكل لحظة ونحن نشارك أعمالنا مع الآخرين".

تمكين اقتصادي بلمسة إنسانية
في جوهره، هدف "سوق رمضان للاجئين" إلى تمكين المجتمعات اللاجئة من خلال دعم سبل العيش وتطوير الأعمال. وقد منح الحدث روّاد الأعمال فرصة مباشرة للتواصل مع المستهلكين، مما ساعدهم على توسيع الظهور الإعلامي، وتحسين العلامة التجارية، وبناء شراكات طويلة الأمد. وكان لافتًا أن السوق كان مجانيًا للبائعين والجمهور على حد سواء، تعزيزًا لروحه الشمولية.
وقد تمازجت المنتجات الراقية مع الحرف التقليدية، مما سلّط الضوء على الابتكار والطموح لدى المشاريع التي يديرها لاجئون. ومن القطع المطرّزة بعناية إلى المنتجات الحرفية الفاخرة، قدّم المشاركون تطوّر أعمالهم واستعدادهم للتوسّع.
وحظي السوق باهتمام المؤثرين، وأعضاء المجتمع المدني، وقادة المجتمع المحلي، الذين ساعدوا بدورهم في إيصال أصوات روّاد الأعمال الممثلين لفئات مهمّشة. وقد شكّلت هذه الرؤية عاملاً حاسمًا في توسيع الشبكات، وتعزيز نماذج الأعمال، وفتح آفاق جديدة للتعاون.

بناء المستقبل وتعزيز التفاهم
تجاوز "سوق رمضان للاجئين – من ناومان" الجانب الاقتصادي ليشكّل لحظة ثقافية مشتركة، عايش فيها الزوّار والبائعون مشاعر التواصل والتعاطف والإلهام. وقد كان بمثابة تذكير قوي بأن اللاجئين ليسوا مجرد متلقين للمساعدة، بل مساهمون فاعلون في مجتمعاتهم – كروّاد أعمال، وفنانين، ومبتكرين، ورواة قصص.
ومن خلال دعم هذه المبادرة، تؤكد مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية التزامها بالتنمية الشاملة، وتمكين المجتمعات اللاجئة من خلال الحرية والكرامة والفرص.